لا تتجاهل أنك لن تعمر طويلاً في هذا العالم



بقلم: هارون يحيى

إنَّ كل ما في هذا الوجود مهما كان جذّاباً وجميلاً ،سيضمحل ويتلاشى في يوم من الأيام.
كذلك هي نهاية الإنسان ولا مفر من هذه النهاية. فالانسان منذ ولادته يسير في عمليّةٍ ثابتة من أطوار النمو تنتهي إلى الموت . كلّ إنسان يعلم هذه الحقيقة الواضحة مع ذلك ينجرف الانسان مع تيّار الحياة اليوميّة وينسى نهايته . إنّه يهتم بالمهمات اليومية أكثر مما تستحق.
إلا أن هناك حقيقة واحدة تجعل هذا التعلّق بالحياة اليومية لامعنى له ، وهي أن الحياة في هذه الدنيا لها نهاية ، والحياة الآخرة لا نهاية لها.
إن اللهاث وراء المنافع التي سوف تزول في يوم من الأيام ليس من الحكمة في شيء . كما أن تجاهل هذه الحقيقة وتوجيه الانسان اهتمامه ومحاولاته إلى الأهداف الدنيوية سينتهي به إلى الندم لا محالة .
تجنب هذا الندم الذي قد لا ينتهي ، ولا تتجاهل الحقيقة الواضحة التي تقول : إن حياتك ستنتهي في يوم من الأيام. إن الذين ينغمسون في المشاغل والمهمات والأفعال الدنيوية متناسين الموت ، إنما يتجاهلون حقيقة هامة وهي أن مقامهم في هذه الحياة الدنيا لن يطول.انظر إلى الأشياء التي نمتلكها والتي تعيرها جل اهتمامك في هذه الحياة ، إنها سوف تتحلل وتتلاشى لتختفي في النهاية .الذين تحبهم سيموتون الواحد تلو الآخر . الأثاث سيتكسر ، الملابس ستبلى ..وكل ما نملكه سوف يصيبه التلف والفساد .
عندما تتذكر الأيام الماضية. تدرك بشيء من الدهشة أنه لاشيء قد حاز على رضاك فعلياً؛لأن الزمن يمر بسرعة . قد تكون حتى هذه اللحظة غير واعٍ لهذه الحقيقة ؛ ولكنك الآن وبعد أن عرفت هذا ، يجب أن يصبح تفكيرك أكثر عقلانية ، وأن تعيد توجيه أعمالك ودفة حياتك . عليك أن تسعى للحصول على مرضاة الله رب كل هذه النعم في هذه الدنيا وفي الآخرة ؛ ذلك لأن أولئك الذين يستهلكون حياتهم بشكل لا مسؤول سوف يتفاجؤون عندما يصلون إلى اليوم الآخر ، يوم يبعثون من قبورهم ويقفون أمام الله عز وجل . فيدركون أنهم لم يلبثوا في الحياة الدنيا إلا قليلا..
هذه الحقيقة يشرحها القرآن الكريم في الآية التالية :
((قَالَ كَمْ لَبثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ العَادِّينَ * قَالَ إِن لَبِثْتُم إلَّا قَليلاً لَوْ أَنَّكُم كُنْتُم تَعْلَمُون )) المؤمنون.
لهذا عليك ألّا تتجاهل أن هذه الحياة قصيرة ، وأنه عليك ألا تشغل نفسك بالأمور والقيم القصيرة الأجل.تذكر أن الله سخر للإنسان كل ما في هذه الحياة الدنيا ؛ ليعمل في طلب الجنة ويتهيّأ للدار الآخرة ، مآله الاخير .

المصدر: كتاب لا تتجاهل







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2015 ©