كن كنبيك "ص"..المحافظة علي صلة أصدقاء الموتي من الإسلام


كن كنبيك "ص"..المحافظة علي صلة أصدقاء الموتي من الإسلام


"صلة الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلنى وصله الله ومن قطعنى قطعه الله" رواه البخارى ومسلم" هذه هي العلاقات الحميمة بين الأقارب كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم مبلغا عن ربه جل وعلا وأمرنا جميعا بالحفاظ علي تلك العلاقات لا لإرضاء الأهل والأقارب فقط بل لأجل أسمي وهو ارضاء وجه الله تعالى.

وليس من العدل أن يأمر النبي صلي الله عليه وسلم بأمر لم يفعله هو - كما رباه ربه - إنما لا ينطق فمه إلا بما يطبقه، هكذا أيضا في صلة الرحم، فقد كان صلي الله عليه وسلم واصلا للرحم ليس لأقاربه فقط ، ولكن أيضا أصدقاء ومعارف أهله.

فقد روي عنه قوله صلي الله عليه وسلم في ابي العاص بن أمية وكان مشركا ظالما في أول أمره ثم أسلم وحسن إسلامه –قال فيه وهو مشرك :"إن أبي فلان ليسوا بأوليائي غير أن لهم رحما سأبلها ببلالها" أي أصلها بصلتها الواجبة لها.

ولتوقيره ورحمته بمرضعته، نذكر حديث أبي الطفيل: قال رأيت النبي صلي الله عليه وسلم وأنا غلام ، إذا أقبلت امرأة حتي دنت منه ،فبسط لها ردائه ، فجلست عليه، فقلت من هذه ، قالوا : أمه التي أرضعته.

وكان صلي الله عليه وسلم يبعث إلي ثويبة مولاة أبي لهب مرضعته بصلة وكسوة، فلما ماتت ، سأل "من بقي من قرابتها؟" فقيل: لاأحد ، ولو قيل : بقي فلان أو فلانة لوصلهما.

زكما ذكرنا سالفا ، فليست صلة رحمه صلي الله عليه وسلم مقتصرة علي أهله إنما شملتها صديقات زوجاته رضي الله عنهن، فروي البخاري عن أنس بن مالك قال النبي صلي الله عليه وسلم إذا أتى بهدية "اذهبوا بها إلي بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة ، إنها كانت تحب خديجة"، والجميل أيضا أن هذا الوصل كان بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها.

كل هذا وما خفي عنا من كريم خلقه صلي الله عليه وسلم إنما ليعلمنا أنه مهما طالنا من الأذي والضرر من أهلنا فلهم علينا حق الصلة ارضاءا لوجهه تعالي، ونؤكد أن الشرور التي تنالنا من بعض أهلينا لن تصل في أي حال من الأحوال إلي حد الكفر والإلحاد كما عاني النبي صلي الله عليه وسلم مع بعض أهله الذين إهتدى معظمهم لما رأوه من أدب وحسن خلق من رسول الله صلي الله عليه وسلم.
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2015 ©