الأذكار والأدعية


بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة الحائض للقرآن الكريم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
السؤال : ما حكم قراءة الحائض للقرآن أو لكتب التفسير ؟
- يحرم على الحائض أن تقرأ القرآن ولو آية بقصد التلاوة – [حنفية، شافعية، حنابلة ] .
- يحرم على الحائض مس المصحف – [اتفاقاً] . واستثنى المالكية المعلمة والمتعلمة لضرورة التعليم. [ انظر: حاشية الدسوقي 1/434، شرح الكبير للدردير 1/126 ].
- لا يحرم النظر في القرآن أو إجراء القرآن على القلب لجنب وحائض ونفساء – [الجمهور] .
- لو لم تقصد الحائض التلاوة وقصدت الدعاء أو الأذكار فلا يحرم ذلك – [ الحنفية والشافعية ].
- إذا كان التفسير أكثر من القرآن جاز مس كتاب التفسير لكن لا تقرأ الحائض الآيات القرآنية في كتب التفسير – [ الشافعية والحنابلة، انظر: الإنصاف 1/166].
- عن علي رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحجبه أو قال يحجزه عن قراءة القرآن شيء ليس الجنابة ). [أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وقال : حديث حسن صحيح].
- قال ابن قدامة: إذا ثبت هذا في الجنب ففي الحائض أولى لأن حدثها آكد.[ المغني 1/250 ].
- قال الرملي: ويحرم بالحيض ما يحرم بالجنابة من صلاة وغيرها لأنه أغلظ. [ نهاية المحتاج للرملي 3/98 ].
- عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا  تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن ). [أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة، قال عبد القادر الأرناؤوط: الحديث حسن بشواهده ].
- قال الترمذي: وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم مثل: سفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.

والله تعالى أعلم
================
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو حكم الذكر الجماعي؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
الذكر الجماعي هو: ترديد جماعة من الناس آيات معينة أو أذكار معينة في وقت معين في ليل أو نهار.
ولقد ذهب جمهور أهل العلم إلى القول بجواز ذلك، كما ذكر النووي في شرح صحيح مسلم (17/21). وانظر أيضاً: [ تحفة الأحوذي 9/319، رسالة المسترشدين – للمحاسبي ص65، الحاوي للفتاوى – للسيوطي 1/388 ]، وذلك لما يلي:
1- لما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (... وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليه السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ). [ حديث رقم 2699 ].
قال النووي: " وفي هذا دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد، ويلحق بالمسجد في تحصيل هذه الفضيلة الاجتماع في مدرسة ورباط ونحوهما إن شاء الله تعالى ".
2- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده. [ رواه مسلم،حديث 2700 ].
3- حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة: ( وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ). [ أنظر فتح الباري 13/384 ].
ولكن لا بد من مراعاة الشروط والضوابط التالية:
أ- أن يكون الذكر مشروعاً، بحيث لا يذكر الله تعالى إلا بما ورد في الكتاب الكريم والسنة المطهرة.
ب- لا بد من مراعاة سنن وآداب الذكر، فلا يجوز الصياح أثناءه ولا الرقص أو التمايل المفرط أو قرع الطبول أو التصفيق كما يفعله المبتدعة في حلق الذكر.
ت- لا يجوز اختلاط النساء بالرجال أثناء الذكر.
والله تعالى أعلم 
============
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو حكم الذكر الجماعي؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
الذكر الجماعي هو: ترديد جماعة من الناس آيات معينة أو أذكار معينة في وقت معين في ليل أو نهار.
ولقد ذهب جمهور أهل العلم إلى القول بجواز ذلك، كما ذكر النووي في شرح صحيح مسلم (17/21). وانظر أيضاً: [ تحفة الأحوذي 9/319، رسالة المسترشدين – للمحاسبي ص65، الحاوي للفتاوى – للسيوطي 1/388 ]، وذلك لما يلي:
1- لما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (... وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليه السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ). [ حديث رقم 2699 ].
قال النووي: " وفي هذا دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد، ويلحق بالمسجد في تحصيل هذه الفضيلة الاجتماع في مدرسة ورباط ونحوهما إن شاء الله تعالى ".
2- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده. [ رواه مسلم،حديث 2700 ].
3- حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة: ( وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ). [ أنظر فتح الباري 13/384 ].
ولكن لا بد من مراعاة الشروط والضوابط التالية:
أ- أن يكون الذكر مشروعاً، بحيث لا يذكر الله تعالى إلا بما ورد في الكتاب الكريم والسنة المطهرة.
ب- لا بد من مراعاة سنن وآداب الذكر، فلا يجوز الصياح أثناءه ولا الرقص أو التمايل المفرط أو قرع الطبول أو التصفيق كما يفعله المبتدعة في حلق الذكر.
ت- لا يجوز اختلاط النساء بالرجال أثناء الذكر.
والله تعالى أعلم 
==========
سم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

- الدعاء للحي والميت مشروع – [اتفاقاً] .
- جعل ثواب الصدقة للغير حياً أو ميتاً جائز – [اتفاقاً] .
- جعل ثواب الحج للغير حياً أو ميتاً جائز – [اتفاقاً] .
- جعل ثواب الصيام للغير حياً أو ميتاً جائز – [حنابلة ¡ الحنفية ¡ وبعض الشافعة] .
- جعل ثواب قراءة القرآن للغير حياً أو ميتاً جائز – [الحنابلة ¡ الحنفية ¡ المالكية ¡ وبعض الشافعية] .
من أدلة ذلك :
- قوله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } [الحشر:15] .
وقال تعالى : { واستغفر لذنبك وللمؤمنين وللمؤمنات } . [محمد:19] .
وعن جابر رضي الله عنه : ( ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أحدهما عنه والآخر عن أمته ) . [أخرجه أبو يعلى . قال الهيثمي : إسناده حسن] .
- وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه لما سأله عن أبيه : ( لو كان مسلماً فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك ) . [أخرجه أبو داود وإسناده حسن] .
وغير ذلك من الأدلة .
- وينبغي أن يلاحظ أن إهداء الثواب شيء والنيابة شيء آخر . فمثلاً إهداء ثواب الصوم للحي جائز أما الصيام عن الحي ( النيابة ) فلا يجوز .

والله تعالى أعلم 
========
بسم الله الرحمن الرحيم
المسبحة

س:هل يجوز التسبيح بالسبحة أم أن ذلك يعتبر بدعة؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وبعد:
لا بأس باتخاذ السبحة للتسبيح إذا خلا الأمر من الرياء. وهذا ما عليه جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية.
جاء في البحر الرائق(4/154):"لَا بَأْسَ بِاتِّخَاذِ السُّبْحَةِ الْمَعْرُوفَةِ لِإِحْصَاءِ عَدَدِ الْأَذْكَارِ". وجاء في شرح مختصر خليل للخرشي(1/3):"- قد كان لشيخ المالكية في مصر أبو عبد الله الخرشي- سُبْحَةٌ من أَلْف حَبَّةٍ". قال النووي في المجموع شرح المهذب(4/438):"ولو اتخذ سبحة فيها خيط حرير لم يحرم استعمالها". وجاء في البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار للصنعاني على مذهب الزيدية(12/324):"يَجُوزُ لَفْقُ الثَّوْبِ وَتَخْيِيطُ الْجُبَّةِ وَنَظْمُ الْمِسْبَحَةِ ".
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء- المجموعة الأولى-(24/291):"استخدام المسبحة في عدد التسبيح أو الذكر مباح؛ لكن استعمال الأصابع أفضل منها، أما إذا اعتقد أن في استعمال المسبحة فضيلة فهذا بدعة لا أصل له، وهو من عمل الصوفية، وأما استعمال المسبحة في غير التسبيح بل بغرض التسلية فلا بأس به". وجاء في فتاوى الشبكة الإسلامية(1/243):"لا حرج إن شاء الله في استعمال المسبحة، لأنه قد نقل عن جويرية رضي الله عنها أنها كانت تسبح بالنوى، والأثر في مسند أحمد وسنن أبي داود فالتسبيح بالنوى وبالحصى حسن. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه: في التسبيح بما يجعل في نظام من الخرز (المسبحة المعروفة) ونحوه أن من العلماء من كرهه ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه. وأما اتخاذ المسبحة لغير حاجة أو لأجل أن يظهرها للناس، ولم يكن غرضه منها الاستعانة بها على التسبيح فهذا يخشى أن يكون من الرياء المذموم . على أن استعمال اليدين أولى، لأنه أجمع للقلب، وأبعد من الذهول، ولأنها تشهد لصاحبها".
والمأثور أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيده، وأرشد أصحابه إلى الاستعانة بالأنامل، فقد روى أبو داود والترمذى والحاكم عن "بسرة" وكانت من المهاجرات، أنها قالت: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ولا تغفلن فتنسين التوحيد، واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات ".
غير أن الأمر بالعد بالأصابع ليس على سبيل الحصر بحيث يمنع العد بغيرها، صحيح أن العد بالأصابع فيه اقتداء النبي صلى الله عليه وسلم لكنه هو نفسه لم يمنع العد بغيرها، بل أقر ه، وإقراره حجة. ومن ذلك:
ا- أخرج الترمذي والحاكم والطبراني عن صفية رضي اللّه عنها قالت: دخل علىَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن، فقال"ما هذا يا بنت عمى؟" قلت: أسبح بهن. قال:"قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا". قلت علمني يا رسول اللّه، قال:" قولي سبحان اللَّه عدد ما خلق من شيء". والحديث صحيح.
ب - وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه عن سعد بن أبى وقاص أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة، وبين يديها نوى أو حصى تسبح، فقال:"أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل؟ قولي: سبحان اللّه عدد ما خلق في السماء، سبحان اللَّه عدد ما خلق في الأرض، سبحان اللّه عدد ما بين ذلك، وسبحان اللَّه عدد ما هو خالق، اللّه أكبر مثل ذلك، والحمد للّه مثل ذلك، ولا إله إلا اللّه مثل ذلك.".
وإلى جانب إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العمل وعدم الإنكار عليه، اتخذ عدد من الصحابة والسلف الصالح النوى والحصى وعقد الخيط وغيرها وسيلة لضبط العدد في التسبيح ولم يثبت إنكار عليهم.
ففي مسند أحمد - في باب الزهد-أن أبا صفية-وهو رجل من الصحابة-كان يسبح بالحصى. وجاء في معجم الصحابة للبغوي أن أبا صفية، وهو مولى النبي صلى الله عليه وسلم، كان يوضع له نطع - فراش من جلد- ويجاء بزنبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف النهار، ثم يرفع، فإذا صلى الأولى أتى به فيسبح به حتى يمسى.
2 - وروى أبو داود أن أبا هريرة كان له كيس فيه حصى أو نوى يجلس على السرير، وأسفل منه جارية سوداء، فيسبح حتى إذا نفد ما في الكيس فدفعته إليه يسبح. ونقل ابن أبى شيبة عن عكرمة أن أبا هريرة كان له خيط فيه ألفا عقدة، فكان لا ينام حتى يصبح به اثني عشر ألف تسبيحة.
3- وأخرج أحمد أيضا في باب الزهد أن أبا الدرداء كان له نوى من نوى العجوة في كيس، فإذا صلى الغداة - الصبح - أخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفدن.
4 -وأخرج ابن أبى شيبة أن سعد بن أبى وقاص، كان يسبح بالحصى أو النوى، وأن أبا سعيد الخدري كان يسبح أيضا بالحصى.
5 -وجاء في كتاب "المناهل المسلسلة لعبد الباقي" أن فاطمة بنت الحسين كان لها خيط تسبح به.
فهذه النصوص والآثار تدلل على جواز اتخاذ وسيلة للتسبيح ولا يشترط الاقتصار على الأنامل، والسبحة تؤدي الغرض ذاته، ولا فرق بينها وبين التسبيح بالحصى والنوى الذي أقره النبي صلى الله عليه وسلم. {انظر:فتاوى الأزهر(9/11)}
وقد ساق السيوطي آثارًا في الجزء الذي سماه «المنحة في السبحة»، وهو من جملة كتابه الحاوي للفتاوى(3/5)، وقال في آخره: ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة بل كان أكثرهم يعدونه بها، ولا يرون ذلك مكروهًا".
جاء في البحر الرائق(4/154):"لَا بَأْسَ بِاتِّخَاذِ السُّبْحَةِ الْمَعْرُوفَةِ لِإِحْصَاءِ عَدَدِ الْأَذْكَارِ إذْ لَا تَزِيدُ السُّبْحَةُ عَلَى مَضْمُونِ هَذَا الْحَدِيثِ إلَّا بِضَمِّ النَّوَى وَنَحْوِهِ فِي خَيْطٍ وَمِثْلُ هَذَا لَا يَظْهَرُ تَأْثِيرُهُ فِي الْمَنْعِ فَلَا جَرَمَ إنْ نُقِلَ اتِّخَاذُهَا وَالْعَمَلُ بِهَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصُّوفِيَّةِ الْأَخْيَارِ وَغَيْرِهِمْ اللَّهُمَّ إلَّا إذَا تَرَتَّبَ عَلَيْهَا رِيَاءٌ وَسُمْعَةٌ فَلَا كَلَامَ لَنَا فِيهِ".
وليس في قول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء:"واعقدن بالأنامل فانهن مسئولات مستنطقات" دليل على عدم جواز التسبيح بالسبحة، فإن حبات المسبحة لا تحركها في يد الإنسان إلا الأنامل، وهى ستسأل وتستنطق عند اللّه لتشهد أنه كان يسبح بها. والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يدل على وسيلة للذكر لا الحصر عليها. فلا يجوز التوسع في إطلاق اسم البدعة على كل ما لم يكن معروفا في أيام الرسول ولا أن يجر الخلاف في السبحة إلى جدل عقيم قد يضر، والأهم من ذلك هو الإخلاص في الذكر ولا تضر بعد ذلك وسيلته.

والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
========
بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد : 
إن كان الميت صغيراً فعن أبي حنيفة ينبغي أن يقول : " اللهم اجعله لنا فرطاً , واجعله لنا أجراً وذخراً , اللهم اجعله لنا شفيعاً ومشفعاً " , مقتصراً عليه كما هو في متون المذهب , أو بعد الدعاء المذكور كما في حواشي الطحطاوي على المراقي , وغيرها . 
وقال الشوكاني : " إذا كان الميت طفلاً استحب أن يقول : اللهم اجعله لنا سلفاً وفرطاً وأجراً " , وهذا كله كأن يحسن ذلك , فإن كان لا يحسن فبأي دعاء شاء . 
قال في ( الدر ) : " لا يستغفر فيها لصبي , ومجنون , ومعتوه لعدم تكليفهم , ولا ينافي هذا قوله : ( وصغيرنا وكبيرنا ) لأن المقصود الاستيعاب " . 
وقال الحنابلة : إن كان صغيراً أو استمر مجنوناً قال : " اللهم اجعله ذخراً لوالديه " ... الخ .. وظاهره الاقتصار عليه . 
وصرح الشافعية بأن هذا الدعاء يكون بدل الدعاء المذكور للبالغين , وهو ظاهر كلام المالكية أيضاً , فكأن أقوال الأربعة اتفقت في الدعاء للصغير بهذه الصيغة . 
ويقول في الطفل الذكر : " اللهم إنه عبدك وابن عبدك , أنت خلقته ورزقته , وأنت أمتَّه وأنت تحييه , اللهم اجعله لوالديه سلفاً وذخراً , وفرطاً وأجراً , وثقّل به موازينهما , وأعظم به أجورهما ولا تفتنا وإياهما بعده , اللهم ألحقه بصالح سلف المؤمنين في كفالة إبراهيم عليه السلام " . 

والله تعالى أعلم 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2015 ©